دور المشكلات الاجتماعية (الطلاق) في تنشئة شخصية الأطفال

الدكتورة زينة حارث جرجيس الدكتور احمد خميس حمادي كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية - جامعة بغداد

0 49

الملخص :
أن تأثيرات الصراع والشقاق الزوجي المستمر غالباً ما يكون أشد تأثيراً على تربية وتنشأة الأبناء من الانفصال أو الطلاق، على الرغم من أن الانفصال أو الطلاق ليس بالضرورة يمكن أن ينهي العداء والكراهية بين الوالدين، فقد ينتقل الصراع بينهما إلى مسألة حضانة الأطفال ،ونفقة معيشتهم. إن الأسر التي جرى فيها انفصال الوالدين عن بعضهما نتيجة للشقاق والصراع المستمر بينهما جعل استمرار الحياة المشتركة صعباً جداً، إن لم يكن مستحيلاً، ورغم أن الانفصال أو الطلاق قد يحل جانباً كبيراً من المشاكل التي تعاني منها الأسرة، إلا أن مشاكل أخرى تبرز على السطح من جديد تتعلق بحضانة الأطفال ونفقتهم، وقد يستطيع الوالدان المنفصلان التوصل إلى حل عن طريق التفاهم، وقد يتعذر ذلك، ويلجا الطرفان أو أحدهما إلى المحاكم للبت في ذلك، مما يزيد من حدة الصراع بينهما، والذي ينعكس سلباً على أبناهما.
وفي الغالب قد تتولى الأم حضانة أطفالها، وقد يتولى الوالد الحضانة، وقد يتولى الاثنان الحضانة بالتناوب حرصاً على مصلحة الأبناء، وعدم انقطاع الصلة بين الوالدين وأبنائهما. لكن الآثار السلبية لانفصال الوالدين على الأبناء تبقى كبيرة خاصة مع استمرار الكراهية والعداء بين الزوجين المنفصلين، ونقل ذلك الصراع بينهما إلى الأبناء، وما يسببه ذلك من مشاكل واضطرابات نفسية لهم، فقد اعتبرت الباحثة المعروفة [مافيس هيرثنكتون] الطلاق بأنه مرحلة من التردي في حياة الأسرة، وليس مجرد حدث فردي قائم بذاته.
إن التأثير الناجم عن حضانة الأبناء من قبل أحد الطرفين يمكن أن يخلق مشاكل جديدة للأطفال، فقد تتزوج الأم التي تتولى حضانة أبنائها، ويعيش الأبناء في ظل زوج الأم، وقد يكون للزوج الجديد طفل أو أكثر، وقد يتزوج الأب الذي يتولى حضانة الأطفال الذين سيعيشون في ظل زوجة أبيهم، وقد يكون لزوجة الأب طفل أو أكثر، وفي كلتا الحالتين تستجد الكثير من المشاكل، فقد لا ينسجم الأطفال مع زوج الأم، وقد لا ينسجموا مع زوجة الأب، وقد لا ينسجموا مع أطفال زوجة الأب أو أطفال زوج الأم، وخاصة عندما يكون هناك تمييزاً في أسلوب التعامل مع الأطفال، مما ينعكس سلبياً على سلوكهم وتصرفاتهم، ونفسيتهم، وخاصة البنات وقد يؤدي بهم إلى الشعور بالضيق، والقلق والإحباط والخوف والشعور بالحرمان، والحنين والحزن، وهبوط المستوى الدراسي، والهروب من المدرسة، وربما من البيت كذلك، مما يهدد باكتساب الأطفال لسلوكيات ضارة كالتدخين والمخدرات والسرقة والكذب والعدوانية، وغيرها من السلوكيات المنحرفة والمخالفة للقانون. لكن الخطر الأكبر الذي يجابه الأطفال الذين يعيشون في كنف زوج الأم هو احتمال تعرضهم للاعتداء الجنسي من قبله، مما يتسبب في مشاكل نفسية معقدة وخطيرة للطفل تلازمه مدى الحياة.
إن من المؤسف جداً أن تتصاعد نسبة الأسر المطلقة بمستوى عالي، وخاصة في المجتمعات الغربية، حيث تشير الإحصاءات على سبيل المثال إلى أن نسبة الأسر المطلقة في السويد تصل إلى الثلث.

كما أن هناك أسر فقدت أحد الوالدين وخصوصا في بلد مثل العراق نتيجة الوفاة بسبب المرض، أو وقوع الحوادث الإرهابية ، ومن الطبيعي إن فقدان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الأبناء، وخصوصاً إذا ما كانت العلاقة التي تسود الأسرة تتميز بالاستقرار والثبات، ويسودها الانسجام والمحبة والوئام والاحترام المتبادل، وقد يتزوج الطرف الباقي على قيد الحياة ليدخل حياة الأبناء زوج أم، أو زوجة أب، وما يمكن أن يحمله لهم ذلك من مشاكل نفسية يصعب تجاوزها، وخاصة إذا ما كان تعامل العضو الجديد في الأسرة مع الأطفال لا يتسم بالمحبة والعطف والحنان الذي كانوا يلقونه من الأم المفقودة، أو الأب المفقود .

ABSTRACT
Unemployment is one of the most serious economic and social problems that are worsening day by day globally, especially in poor and developing countries. A recent report on “Globalization and Unemployment” reveals that there are more than one billion unemployed people in these countries.
Unemployment in the economic sense means stopping work or not working for a person who is capable and willing. It may be real unemployment, convincing unemployment, permanent unemployment, partial or seasonal unemployment and doubling its harmful effects if it lasts for a long time, especially in times of economic recession. The disintegration of family relations, and the spread of feelings of malaise and depression.

In order to eliminate unemployment in Islamic thought, Islam has emphasized the work as a place that is not devoid of status. It did not happen that a religion of the previous religions cared about the value of work and the individual working as did our religion, which made the work an Islamic duty imposed on every person small or large rich or poor, And that faith in the heart and the truth of the work, and here link between faith and work in many verses of the Koran as saying: “Those who believe and do good deeds, we do not lose the reward of the best work” [Cave: 30], “Those who believe and do good works was “[9: 9], and the faith in good works is passed through diligence and diligence, and the search for sustenance and the reconstruction of the earth.” [Al-Kahf: 107] Also mention that “those who believe and do good works guide them with their Lord.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.